EDITORIAL – Arabic version

0

نظرة على ما سمي الربيع العربي في الإعلام وعلى السنة الأولى لبريد المغرب والمشرق

ظهرت في الإعلام العالمي السائد وخصوصا الغربي منه منذ أربعة أعوام ظاهرة يمكن أن نقول عنها متخيلة كما أنها لم تلق نقاشا كافيا كمصطلح، سميت هذه الظاهرة بالربيع العربي Viktor's Cartoon - Avril 2015 (Edito)
ومنذ عام بالضبط ظهرت مجلة جديدة متخصصة بالشؤون العربية قدمت تحليلات على مستوى عال من المهنية والجدية لكنها لم تتماشى في كثير من الأحيان مع التيار السائد في كبريات الصحف ، وهي مجلة المغرب والمشرق
في مصر عودة النظام السابق مستحيلة كتب آلان غريش في العام 2012 وفي بداية 2013 أيضا . الشعب المصري الذي نزل إلى الشارع والذي أسقط مبارك بعد حشد شعبي لا سابق له ليس مستعدا للعودة إلى الوراء. حشده الدائم وتصميمه يجعلان عودة النظام القديم مستحيلة. هذا الشعب لن يسمح لنصره أن يسرق كتب آنذاك المدير المساعد في صحيفة Le Monde diplomatique الفرنسية. لقد تغير كل شيء من أجل ألا يتغير شيء في النهاية ، في وجه الإسلاميين قدم الجيش نفسه وكأنه لا غنى عنه ، كتب محلل آخر كتاباته تحظى بالانتقاد
إنها رياح الحرية تهب على ليبيا كتب صحفيون في صحف فرنسية وبريطانية . ستعرف البلاد أخيرا الديمقراطية والازدهار الاقتصادي بعد اثنتين وأربعين عاما من الدكتاتورية أكد بشكل حماسي مهندس الثورة الليبية برنار هنري ليفي المثير للغيرة والمكروه سرا لكن المنتقد بالكاد علنا من قبل نظرائه
فوضى ونزاعات قبلية وإسلاموية في تزايد مستمر ، هكذا تنبأت أصوات لا تتفق مع التحليلات السائدة وبالتالي تم اتهامها بأنها تدافع عن الديكتاتورية وتدعم القذافي فتمت مقاطعتها إعلاميا
كريستوف عياد المسؤول عن الخدمة الدولية في صحيفة Le Monde والذي اعترف بأنه لم يزر سوريا أبدا أعلن في العام 2011 نهاية النظام في دمشق وأن الثورة السلمية سوف تضع نهاية له في غضون أشهر عدة . أما Tintin فقد كتب مرات عدة بعد عودته من زيارة ما سماها بلاد بشار أن المجتمع السوري منقسم بشكل حاد وأن التنوع الطائفي والإثني الموجود في سوريا يخبئ المفاجآت بالتأكيد وقد تم اتهامه من قبل اللوموند بأنه ساذج وبأنه موال للأسد من قبل بعض ممن يسمون أنفسهم كتابا صحفيين
الديمقراطية بحالة جيدة في تونس هكذا عنونت مؤخرا مجلة Courrier Internationalفي حين أن الدستور الذي تم إعداده بعد ثلاث سنوات شابها عدم التفاهم بين حزب النهضة واليسار الوسط فيه العديد من النقاط غير الواضحة والتي قد تمس الحريات بشكل أساسي كما انهار الحزبان الديمقراطيان الإجتماعييان الوحيدان في البلاد في الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2014 ولوحظ عدم تراجع حقيقي للإسلاميين ، في المقابل أظهر هؤلاء تناغما مع التشكيل السياسي الذي تقدم بشكل كاسح والذي يضم بين مؤيديه من تبقى في البلاد من أعضاء المافيا الاقتصادية السياسية بدءا من قائده الذي أصبح رئيسا للجمهورية والمسؤول السابق في أمن الدولة في عهد بورقيبة وعضو مشهور في الجهاز الجنائي وهذه حقيقة لم تتحدث عنها وسائل الإعلام السائدة بالطبع لأن الديمقراطية في تونس بحالة جيدة ، لكن تم الكشف عن ذلك من قبل هؤلاء الذين يعرفون جيدا الوسط السياسي التونسي
هل علينا التذكير بالعناوين المبتهجة التي حيت التحول الديمقراطي الناجح في اليمن والانتخابات الرئاسية الحرة الأولى في صنعاء؟ انتخابات المرشح الواحد إنها عملية تقليد ساخر للديمقراطية لم يفهمها الغربيون ربما لكن فهمها اليمنيون بالـتأكيد كما فهمها بعض المراقبين الذين تم نسيانهم اليوم
أمام هذه السلوك الخاطئ صاح ستيفان هيسيل اغضبوا لكن الغضب ليس كافيا لأنه في أحيان كثيرة يشبه الرسالة الميتة . كان يجب التصرف لمواجهة عدم الكفاءة تلك لا بل شن هجوم معاكس على هذه الحماقة والعنجهية
لذلك قام بريد المغرب والمشرق بدعوة كل هؤلاء المحللين غير المحبوبين والسذج والذين يعملون على الأرض والمراقبين المنسيين والمهنيين الرائعين وذلك بهدف تشكيل فريق غير عادي يمتلك حيزا فكريا قادرا على مشاركة قرائه مفاتيح العالم العربي وشرح ألغازه لهم
ماذا تتهامسون؟ لا أسمعكم جيدا تقولون أن خطه التحريري انتقامي ملئ بالحقد أم أنه يسعى لتصفية حسابات معينة ؟ بالتأكيد الحق معكم لكن لا يتكلم بلهجة انتصارية غير لائقة فيما يتعلق بأحداث مروعة
لماذا لا نذكر بالأحرى كيف تعمل وسائل الإعلام السائدة والأكثر قوة وتأثيرا إذ لديها اشتراك في كبريات وكالات الأنباء التي تملي الأخبار على الجمهور؟
لماذا لا نذكر أن أجهزة الصحافة المسيطرة والممولة من قبل مساهمين جعلوها مستقلة تخترع الحقيقة وتضع قرائها في عالم افتراضي مغلق؟
لماذا لا نركز على الصعوبة وعلى استحالة أن نجعل صوتنا مسموعا عندما يتحرر التحليل أو الخطاب من الحقيقة الاعلامية الواحدة ؟
توجد قاعدة بسيطة في الصحافة وهي اتباع الخطاب الإعلامي السائد من أجل تجنب الانتقاد على أخطاء قد تحصل بالطبع انتقادنا للوسط الإعلامي يشبه الصراخ في وجه محيط لكننا لن نقبل أن نتبع بشكل أعمى ما يقوله الوسط المذكور
عالم الإعلام مريض وفي الوضع الجيوبوليتيكي الدولي الحالي تبدو معرفة العالم العربي أولوية ضرورية
بعد عام على انطلاقته فرض بريد المغرب والمشرق نفسه كمرجع في الأوساط الجامعية والدبلوماسية والصحفية أيضا كما أن قاعدة قرائه تتوسع شهريا مولعة بفهم ما يجري في هذا الشرق الواسع والقريب لكن المعقد
استمرارية جيدة لكل الفريق انشاء الله

 

 

 

 

 

Share.

About Author

Pierre Piccinin da Prata

Historian and Political Scientist - MOC's Founder - Editorial Team Advisor / Fondateur du CMO - Conseiller du Comité de Rédaction

Leave A Reply