PALESTINIAN TERRITORIES – لغز نور

0

Summary – The story of a wounded young girl, who lost her whole family in the latest conflict between Gaza and Israel, but was healed in a hospital and found a smile again, despite the bitterness of her situation.

The sound of ambulances is the last thing she remembered of her family. They died on the spot. But she was brought to hospital where she remained in a deep sleep for some days. When she woke up, she slowly realized her situation and began crying. She could not stop for days.

Over the coming weeks of rehabilitation, her body regenerated, but her mind had some difficulties. But in the hospital she met a man who started loving her and as she began to heal her emotional wounds and started getting over the loss of her family, she also felt love for the man.

As time went on they were laughing together and their relationship brought the smile back on her face. They decided to get married.

Out of a situation of darkest despair – having lost all that was dear to her, the wounded young girl found hope again. She managed to look into the future and continue life, with a smile on her face.

 palmette logo

واقع مهترئ وعيون اكتست جفونها سواد كسواد ليل ارتدى ثوب الالم ، تنهيدات وقف العالم عاجزا من هولها ، ، وهناك
كراسات مبعثرة واقلام متناثرة ولون أحمر فرش ارض مخفية المعالم
صوت أنفاسها تلهث ويداها مرتجفتان وأصوات تصدر منها لم تفهم، معالم وجهها لم تعرف فشعرها المتناثر الملون بالغبار الاسود أخفى ملامح جمالها فأصبحت مجهولة كواقعها
تركض هنا وهناك تقع فوق أجساد لم تعرف من هيا تصرخ بصوت مدوي أقوى من صوت صاروخ أوقعها في حفرة ردمت فوقها
بيدان صغيرتان وصوت مخنوق ودموع أسقت أرض بأكملها ترفع حجر حجر وتزيح بأضفارها المنهكة الرمل على جثة أمها لعلها ترجع الى حضن لم تعرف الامان الا فيه
فجأة رحل الصوت وسكنت الحركة الصادرة عن تلك الطفلة المجهولة ، لا يسمع الان غير صوت أناس يكبرون وأصوات إسعاف فقط
فوجدوا طفلة ارتمت في حضن والدتها وهي تبحث عنها لم يعلم أحد شيئاً عن حكايتها وما الذي أوقعها في حضن أمها أهي صدمت ما رأت من جثة امها المحروقة ! أم انتهى الهواء في تلك الحفرة قبل ان تصرخ أمي أمي !!
استيقظت على أصوات أجهزة التنفس وصوت دقات قلبها الصغير نظرت الى سقف الغرفة لعلها ترى السماء وتحمد الله انها بكابوس انتهى منذ فتحت عيونها ، لكنها علمت أنها بكابوس حقيقي انتهى وسيبدأ الان فعلاً
صرخت امي لكن جهاز التنفس الذي أحاط بفمها منع صوتها من الظهور ، أصبحت تبكي بحرقة وتحاول أن تقاوم الاجهزة التي سجنت جسدها الهزيل من الحركة ركض الاطباء عليها ورفع أحدهما الجهاز عن وجهها البريء واصبحت تصرخ امي أريد أمي
صمت الاطباء وكأن صاعقة اصابة السنتهم لم يستطع أحد أن يتفوه بكلمة
لم تتحرك سوى يدان ضمتها بقوة وهمست بأذنها سأحضرها لك لكن نامي الان يا صغيرتي بيداه التي غرقت بدم الشهداء والجرحى مسح الدموع عن وجهها الجميل وطبع قبلة على جبينها وبقي بجانيها حتى عادت الى عالم بعيدا عن هذا العالم الموجع !
لم يستطع الممرض أن ينسى صوت الطفلة ولا صراخها أصبح كالمجنون كل لحظة يتهوس أنها تصرخ فيهرع اليها ليجدها نائمة بعد
امتلأت المشفى بمئات الجرحى والشهداء الكل يعمل كخلية نحل ، جثة طفل وصلت المستشفى الروح فيها اوشكت على الرحيل وقعت بين يدي الممرض أصبح يصرخ بصوت عالي لن أدعك تموت ي صغيري لم يتوقف للحظة واحدة منذ نصف ساعة وهو يحاول إنعاش قلبه من جديد الكل يصرخ به قد مات افهم يا رجل مات الطفل ويردد لن يموت ، بيد قوية دفعت الممرض الى الخلف وارسلوا الجثة الى ثلاجات الموتى والممرض كالمجنون يلعن كل شيء يضرب حيطان غرفة الطوارئ بقوة وينهار تدريجيا حتى وقع على الارض ويداه معلقة بالحائط صوت من خلفه اصمد يا رجل طفلتك تحتاجك انسيت انك قطعت على نفسك عهداً ان تحميها وتهتم بها كلماته كانت كفيلة بأن تعيد الممرض الى عقله فيركض بسرعة حاول أن يصرخ باسمها لكنه توقف وعلم أنها لا يعرف اسمها حتى !
دخل ببطيء وبحركة هادئة الى العناية المركزة يمشي خطوة ويرجع ثلاث يتوسل الى الله بداخله أن تكون بصحة جيدة اقترب منها فوجدها نائمة لم تستيقظ وضع يده على قلبها ليتأكد أنها حية ترزق مع أن جهاز القلب يعمل لكنه أحب أن يتأكد بنفسه ، اقترب منها أكثر ووضع يده على رأسها يحرك يده بين خصلات شعرها يتأمل وجهها البريء وطبع قبلة على خدها ،فتحت ببطيء عيونها وحاولت أن تنهض من سريرها لكنها فشلت برقة سندها بزاوية 35 ورفع جهاز التنفس عن فمها بكت قبل أن تتكلم وسألت بصوت مرتجف أين امي ابي واخي
صمت الممرض للحظات وقال لها أنهم بخير وبصحة جيدة لكن يحتاجون مزيداً من الوقت ليتعافوا جيداً باغتته بسؤالها قبل أن ينهي كلامه حقاً يا عمو ؟ حقاً ي حبيبتي
صمت الاثنان وبعد دقائق سألها ما اسمك يا حبيبتي ؟ لم تتكلم الفتاة وبقيت تبكي بصمت ضمها الى صدره لا تبكي يا صغيرتي صرخت بقوة فزع الممرض وابتعد عنها ما بك ما بك ؟ بكت بحرقة وضربت بيدها الملفوفة بالضماد صدره قد أوجعتني، لم يعلم بأن هناك حروق في صدرها ، تأسف لها الف مرة اهدي ي حبيبتي لن أوجعك ثانية أعدك بذالك كفت الفتاة عن البكاء واتى ثلاث أطباء و بيدهم أدوات الجراحة الحادة يقتربون من الطفلة صرخت الطفلة وقال لها اهدي سننظف الحروق والجروح التي اصابت جسدك صرخت بصوت أعلى فباغتها الطبيب بصوت حاد قاسي اخرسي لم يتحمل الممرض قسوة الطبيب واصبح يصرخ عليه اتركها أن من سأقوم بتغير جروحها وضع الطبيب الادوات ورحل من الغرفة غاضباً ، بلطف قام الممرض بإزالة الضماد عن جسدها وطهر حروقها وجروحها وبرقة أكثر أعاد الضماد المطهر على جسدها نظر الى عيونها بإمعان صغيرتي هل أنت بخير؟ تبسمت وبقيت صامتة وضعت كف يدها الصغير على وجه الممرض وهمست بصوتها الهزيل انت تشبه أخي محمد أنت جميل حنون كأخي ،سالت دموع الممرض قال لها أنت تشبيهن الحور يا طفلتي وهمس بإذنها نامي الان يا بطلة وعندما أعود ستخبريننيما اسمك اتفقنا هزت رأسها، وادار الممرض ظهره استعدادا ليغادر الغرفة، اسمي نور تصلب الممرض مكانه لم يتفوه بحرف واحد بقى هكذا لخمس دقائق بصوت خائف عمو ما بك صوتها أرجعه الى وعيه أدار رأسه ببطيء جميل اسمك يا عمو تبسم بألم وغادر وترك الاف الاسئلة بعقل نور معلقة ، بخطوات ثقيلة يجر قداماه الى غرفة الطوارئ عالم مشوش يدور بداخله وعلامات من التوتر رسمت على وجهه، دخل غرفة الطوارئ الارضمفترشة بمئات الشهداء حالة من الضعف اصابته لم يستطع تحمل أن يرى أكثر من ذالك غادر الغرفة تارة يتعكز على الحائط وتارة يقع حتى وصل الى مقعد في ساحة المشفى رمى بجسده النحيل عليه وغاص في أفكاره علامات من الرهبة والخوف سيطرت عليه لم يسمع بأي صوت رغم أصوات الاسعافات والصحافة وأصوات من الصراخ والبكاء لم يسمع شيءخمس ساعات وهو على حاله حتى أفزعه طبيب أين أنت منذ أربع ساعات نبحث عنك أين انت ؟
ماذا تريد ؟ طفلتك سألت عنك وضحك ! نور ما بها هل هي بخير؟ لم ينتظر جواب الطبيب وركض بسرعة كالبرق حتى وصل سرير نور يلهث حبيبتي حبيبتي هل انتي بخير هل بك شيء ؟ انا بخير لكن … لكن ماذا؟ منذ أخبرتك اسمي وانت تتهرب مني هل اسمي سيء لهدرجة؟ تلعثم الممرض لاااا ي نورتي اسمك جميل احبه كثيراً لكنه …. لكنه ماذا ؟ لا شيء هل أكلتي شيئاً بغيابي ؟؟ نعم أكلت
عمو وين ماما لم تأتي لزيارتي منذ 6 ايام ؟ ماما لم تتركني من قبل كهذه المرة ؟ هل ماما بخير ؟ نعم ي حبيبتي بخير …
لماذا لم تأتي لتراني ؟ انها متعبة قليلاً؟ أنا سأذهب لأراها ؟ ماذا انتي كيف لااا صحتك لا تسمح لك بأن تغادري السرير

لكني مشتاقة ووضع يده على فمها وقال لها اصمتي ي أميرة ولا تتكلمي كثيرا وقبلها
وضع الغطاء عليها بطريقة صحيحة واخبرها بقصة ليلي والذئاب وغاصت في سبات عميق لم يتحرك الممرض من مكانه بقى لساعات يتأمل وجه نور يقرب يده الى وجهها الملائكي مرة ومرة يمسك بأطراف اصابعها ويبكي ، لم يعلم أحد بسر تعلق الممرض بالطفلة نور
كان تعلقه بها ملفتاً حتى الحيرة ! لم يجب أحد عن سبب تعلقه بالطفلة مبرراً انها فتاة مسكينة لم يبقى أحد من عائلتها كلهم رحلوا الى مثواهم

صحة نور كانت تتحسن تدريجياً وحبها للممرض كان يزداد أكثر ، لكن الممرض كان أكثر تعلقاً بها أصبحت نور جزءاً من حياته لا يستطيع العيش بدونه لكن ثمة قلق مسيطر عليه

كيف سيخبر نور أن جميع أفراد عائلتها رحلوا كيف ؟ كل مرة يلهيها ويكذب عليها لكنه لن يستطيع أن يكذب عليها أكثر من ذالك !
بعد ما يقارب شهرين من الحرب التي استهلكت مئات الارواح ودمرت البنية التحتية تنتصر المقاومة في توازن الرعب مع الاحتلال الاسرائيلي ، مهرجانات أقيمت على طول القطاع احتفالا بالنصر ، لكن الممرض كان في حيرة من أمره كيف سيقنع نور أن غزة انتصرت وهيا ما يقارب شهرين على سرير المستشفى وجميع أفرادها قتلوا وهي لا تعلم ذالك
في ليلة قمرية عرض الممرض على نور بجولة يصطحبها الى ساحة المستشفى وافقت بحماس واصبحت تتراقص فرحاً ما يقارب من شهرين لم ترى الا ضوء غرفة المستشفى

أمسك بيدها الصغيرة بلطف وخرجا الى الساحة جلسا على كرسي يقابل القمر ، نور هل ترين القمر ؟ أكيد ، لكنك ي نورتي أجمل
صوت ضحك نور خرق سابع سماء ، تنهد الممرض تنهيدة قوية واصبح يتساءل كيف سأخبر هذه الصغيرة برحيل أسرتها تباً ماأقساك يا دنيا لم ترحمي هذه الطفلة أيضا !
نور القمر أين يقع ؟ في السماء ، صغيرتي سأخبرك شيئاً لكن اريدك قوية اتفقنا ؟ خفق قلب نور فجأة اتفقنا
نور جميع اسرتك كالقمر يقبعون في السماء لكنهم أعلى من القمر في جنة الله يشعرون بفرحة كبيرة ويريدونك قوية قوية يا نور
تصلبت نور مكانها وعلقت عيونها بالسماء دارت رأسها بتردد ماما ماتت ! لم يتكلم الممرض بكلمة واحدة ، درات رأسها بثقل ورفعتها الى السماء وصرخت بصوت عالي ماما انزلي ماما انزلي وانهارت على الارض تتضرب بيداها المحروقتين الارض ، رفعها الممرض وضمها الى صدره بقوة واختلط صوت بكاءه ببكائهاحبيبتي بالله عليك كفاك بكاءاً لا يتحمل قلبي بكاءك حبيبتي ، لم تنقطع عن البكاء لساعات ولم يتركها تغادر صدره حتى انقطع صوتها نظر اليها وجدها نامت من شدة ما أنهكت من البكاء رفعها بين ذراعيه ودخل بها الى غرفتها ووضعها على سريرها بقي مستيقظاً طول الليل يراقب طفلته بهدوء
دخلت نور في حالة من الاكتئاب القاتل لم تتوقف منذ شهرين عن البكاء ، كان الممرض شديد الذكاء والحنكة بتعامله مع نور
وضع جميع قدراته ليعيدها الى حياتها وحالتها الطبيعة ، أصبحت تعود نور الى طبيعتها تدريجياً
في صباح يوماً مشرق أحضر الممرض الفطور ليتناوله مع نور في غرفتها ، اثناء تناولهما الفطور طلبت ادارة المستشفى الممرض بسرعة ، استأذن من نور وركض بسرعة وقعت محفظته على الارض ولم ينتبه لها ، تناولتها نور وفتحتها وجدت بطاقته الشخصية نظرت اليها وجدت اسمه يوسف هي تعلم أن اسمه يوسف لكنه لأول مرة تتمعن النظر الى اسمه وجدت داخل المحفظة صورة طفلة صغيرة شديدة الجمال أصبحت تتساءل من هذه ولم يحتفظ بصورتها ، وجددت صورة للممرض يوسف نظرت اليه وضمت صورته بيدها سأخطفك يا عمو قبلتها ووضعتها تحت وسادتها ، عاد يوسف الى غرفة نور من جديد ناولته محفظته واخبرته انها وقعت منه
اصبح يفتش بداخلها كالمجنون حتى وجد صورة الطفلة فاطمئن ، لمن هذه الصورة ولم تحتفظ بها ، كأن السؤال أصاب قلبه بسهم أوقفه عن الحياة ، كررت سؤالها ثانية ، نور لا تكثري من الاسئلة ، لكنها كررت سؤالها ثانية لماذا تحتفظ بصورتها ولا تحتفظ بصورتي اتحبها أكثر مني ؟
صمت قليلاً وامسك بيدها واخبرها أن سيخبرها بسر لا يعلم به الا القليل ، تمعنت به بنظرات توحيه أنها مستعدة لسماع ما يرد قوله
يا نور أملك ام وأب وثلاث أخوة صبيان وأخت صغيرة بعمرك تقريباً كنًا نقطن قبل عشرة سنوات في السعودية قررنا أن نرجع الى وطننا الحبيب غزة عدنا وبعد شهر من رجعونا أصابنا حادث سير قتل أمي وابي وجميع اخوتي ما عادا اختي الصغيرة
دخلت في حالة من الهستيرية بفضل الله رجعت بعد سنتين الى حالتي الطبيعة لأجل اختى من أجل أعتني بها ، اختي كانت تبلغ من العمر أربع سنوات كانت كل حياتي وأجمل شيء فيها ، اعتنيت بها كثيرا كانت روحي يا نور
في حرب 2008 أصابت أختي شظية في قلبها قتلتها على الفور ، لم اتحمل صدمة رحيلها قتلت كل شيء فيا أصبحت كالمجنون الضائع لا أعرف شيئاً ، رحلت وتركتني ، لكن الصدفة والقدر الاجمل أن اسمها كاسمك وتشبهك كثيراً عندما رأيتك للمرة الاولى تذكرت نور وتعلقت بك ، عندما علمت انك اسمك نور صدمت وايقنت أنك هدية الله لي ، انك القدر الذي ساقه الله لي
أخاف يا نور أن أفقدك لا أريد أن تبتعدي عني ، حبيبتي كم عمرك ؟ 13 عاماً ، ماذا تقو وولين ! انا ظننتك 10 أعوام فقط

حجمك الصغير هو من أخبرني بذالك ضحكا كثيراً ، وقال لها اذا نتزوج بعد ثلاث سنوات وضحكا من جديد

فكرة زواجه من نور كانت تراوده كثيراً فقرر أن ينتظر حتى تكبر ثم يتقدم لها حتى لو كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات لنتظرها حتى تكبر !
أخبرها بفكرة الزواج مازحاً لكنه قرر ذالك بكل جد ، لأنه لا يستطيع أن يحيا بدونها ولا يريد أن يفرط بالقدر الذي ساقه الله له
يوسف الذي قتلته ظروف الحياة الصعبة وجد حياته ومستقبله بعيون طفلة قتل الاحتلال اسرتها وقتل جمال جسدها الذي اصابه الحروق لكن جمال الحب الذي زرع الله بروحها لم يستطع أن يقتله !

Share.

About Author

Walaa Rantisi

Journalist (Gaza – AUTONOMOUS PALESTINIAN TERRITORIES)

Leave A Reply